إنهم تلامذة مبارك… أبناء عصره فعلا.
يواجهون الغضب بالمتاهة.
... أنت غاضب.. إذن تعال إلى متاهتنا… ولن تخرج منها… إلا متخلصا من الغضب.
تغضب لأن الأمريكان خرجوا تحت سمع وبصر كل الأجهزة الجبارة… تعال واسمعنا وستشعر أن غضبك راح.
المجلس العسكرى قال: خروج الأمريكان شأن قضائى.
وفايزة قائدة الحرب ومنشطة الجوقة وملهمتها قالت: لا علاقة لى بالمنظمات.
وزير الطيران قال: الطائرة طارت بعد موافقة المجلس العسكرى والأمن القومى والمخابرات العسكرية.
.. وهنا شُلت ذراع البرلمان وانعقد لسانه: من يحاكم المجلس أو المخابرات عامة وعسكرية؟
لم يطرح السؤال من أساسه: هل هناك مؤسسات فوق الدولة؟ هل تتصور هذه المؤسسات أنها الدولة؟
هل هناك دولة مع كل هذه المؤسسات المتعالية؟
لا إجابة.
ولا سؤال.
إنك فى المتاهة سيتحول الغضب إلى حيرة.. والحيرة إلى عجز أمام الغموض الثقيل.
هل كان هذا هو الهدف من خروج الأمريكان؟
هل يريدون أن يعرف الشعب أن دولة المطبخ السرى ومجمع الكهنة ما زالت تحكم
وما زالت تتعامل على أنها تعرف أكثر.. الكهنة يعرفون والشعب لا يستحق أصلا
إلا الانشغال بلقمة عيشه وعودته سالما إلى بيته؟
هذا ما لديهم…
حرب واضحة على الأمل… وتكسير كل الطرق المدنية التى تجعل مصر دولة حقيقية
لا عزبة وإقطاعيات يوزعها الحاكم على من يريده.
لكن لم يعد كل ما لدى الشعب هو السكوت أو الرعب أو الاختباء فى بالونات شخصية تحت الشعار الخالد: أنا ومن بعدى الطوفان.
فى المجتمع قوى جديدة تعرف أنه بالإمكان منع الطوفان وبناء دولة فعلا
بمؤسسات قوية لا تعيد إنتاج الديكتاتور ولا حاشيته من الأقزام والكهنة.
فى المجتمع قوى لا تلين بالرعب أو بالحيلة أو بالصفقات كما لانت القوى القديمة.
هذه القوى تنتشر الآن ولن تكسر أو ترضى بالحياة كآبائها وأجدادها، كما كتب ناصر تعليقا على مقال أمس عن ذلك الغامض الذى ينشر اليأس.
ناصر حكى فى تعليقه عن تلميذ ثانوى لا يزيد عمره على ١٥ أو ١٦ عاما، شاهده
وهو يتحدث عن المرسوم الذى أصدره وزير التعليم بخصوص منع الطلاب من ممارسة
أو التحدث فى السياسة… وعلق ناصر: أقسم لك بالله أحسست لحظتها أن كل ما
يقال أو نسمعه لن يحدث، فهذا الشباب لن يقبل أن يعيش كآبائه أو كأجداده…
فهو بين خيارين لا ثالث لهما، إما حياة كريمة محترمة وإما الموت… وأنت لا
تتحدث هنا عن عشرات أو آلاف أو مئات الآلاف… أنت تتحدث عن جيل كامل عن
ملايين لن تقبل أن يستمر الوضع كما كان منذ أوائل السبعينيات… أما بخصوص
جدو جنزر كامل الصلاحيات وطنط فايزة وعبمغز، فهؤلاء بالطبع اكباش فداء،
وهذا معروف والإخوان نحمد الله كثيرا أنهم بدؤوا فى التعرى.. بالمناسبة
عرفت بموضوع المشروع اللى كان مقدمه إمبارح العضو محمد العمدة وقطامش
بخصوص المظاهرات… شفت يا عم وائل العمدة اللى أصلا دخل المجلس ببركة
المظاهرات يا ريت تشوف كان مقدم مقترح بإيه، ولكن الاقتراح تم رفضه من
أعضاء لجنة حقوق الإنسان بالمجلس.
التعليق موقع باسم «المواطن المحتمل».
بمثل هذه القوى الجديدة وروح الدفاع عن حياة كريمة لا نروض فيها كالعبيد
من المشتاقين إلى ديكتاتور.. يمكن أن ندخل المتاهة ونضحك لنكسرها ونخرج
ولا نكتفى فقط بلعن كهنة المتاهة.